سورة الواقعة - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الواقعة)


        


قوله عز وجل: {فَلَوْلا} فهلا {إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ} أي بلغت النفس الحلقوم عند الموت. {وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ} يريد وأنتم يا أهل الميت تنظرون إليه متى تخرج نفسه. وقيل: معنى قوله: {تنظرون} أي إلى أمري وسلطاني لا يمكنكم الدفع ولا تملكون شيئا. {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ} بالعلم والقدرة والرؤية. وقيل: ورسلنا الذين يقبضون روحه أقرب إليه منكم {وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ} الذين حضروه. {فَلَوْلا} فهلا {إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ} مملوكين وقال أكثرهم: محاسبين ومجزيين. {تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أي تردون نفس هذا الميت إلى جسده بعدما بلغت الحلقوم فأجاب عن قوله: {فلولا إذا بلغت الحلقوم} وعن قوله: {فلولا إن كنتم غير مدينين} بجواب واحد. ومثله قوله عز وجل: {فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم} [البقرة- 38] أجيبا بجواب واحد، معناه: إن كان الأمر كما تقولون- أنه لا بعث ولا حساب ولا إله يجازي- فهلا تردون نفس من يعز عليكم إذا بلغت الحلقوم، وإذا لم يمكنكم ذلك فاعلموا أن الأمر إلى غيركم وهو الله عز وجل فآمنوا به. ثم ذكر طبقات الخلق عند الموت وبين درجاتهم فقال: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ} {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ} وهم السابقون. {فَرَوْح} قرأ يعقوب {فروح} بضم الراء والباقون بفتحها، فمن قرأ بالضم، قال الحسن معناه: تخرج روحه في الريحان، وقال قتادة: الروح الرحمة أي له الرحمة، وقيل: معناه فحياة وبقاء لهم.
ومن قرأ بالفتح معناه: فله رَوْح وهو الراحة، وهو قول مجاهد. وقال سعيد بن جبير: فرح. وقال الضحاك: مغفرة ورحمة.
{وَرَيْحَانٌ} استراحة. وقال مجاهد وسعيد بن جبير: رزق. وقال مقاتل: هو الرزق بلسان حمير، يقال: خرجت أطلب ريحان اللهُ أي رزق الله.
وقال آخرون: هو الريحان الذي يشَمُّ. قال أبو العالية: لا يفارق أحد من المقربين الدنيا حتى يؤتى بغصن من ريحان الجنة فيشمه ثم تقبض روحه.
{وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} قال أبو بكر الوراق: الرَّوح النجاة من النار، والريحان دخول دار القرار.


{وَأَمَّا إِنْ كَانَ} المتوفى {مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ} أي سلامة لك يا محمد منهم فلا تهتم لهم، فإنهم سلموا من عذاب الله أو أنك ترى فيهم ما تحب من السلامة.
قال مقاتل: هو أن الله تعالى يتجاوز عن سيئاتهم ويقبل حسناتهم.
وقال الفراء وغيره: مسلَّم لك أنهم من أصحاب اليمين، أو يقال لصاحب اليمين: مسلَّم لك إنك من أصحاب اليمين وألفيت إن كالرجل يقول إني مسافر عن قليل، فيقول له: أنت مصدق مسافر عن قليل، وقيل: {فسلام لك} أي عليك من أصحاب اليمين. {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ} بالبعث {الضَّالِّينَ} عن الهدى وهم أصحاب المشئمة.


{فَنزلٌ مِنْ حَمِيمٍ} فالذي يعد لهم حميم جهنم. {وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ} وإدخال نار عظيمة. {إِنَّ هَذَا} يعني ما ذكر من قصة المحتضرين {لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ} أي الحق اليقين أضافه إلى نفسه. {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} قيل: فصلِّ بذكر ربك وأَمْرِه وقيل: الباء زائدة أي فسبح اسم ربك العظيم.
أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أخبرنا ابن فنجويه، أخبرنا ابن أبي شيبة، حدثنا حمزة بن محمد الكاتب، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا عبد الله بن المبارك عن موسى بن أيوب الغافقي عن عمه وهو إياس بن عامر، عن عقبة بن عامر الجهني قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم {فسبح باسم ربك العظيم} قال: «اجعلوها في ركوعكم» ولما نزلت: {سبح اسم ربك الأعلى} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجعلوها في سجودكم».
أخبرنا أبو عثمان الضبي أخبرنا أبو محمد الجراحي حدثنا أبو العباس المحبوبي حدثنا أبو عيسى الترمذي حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود، قال أخبرنا شعبة عن الأعمش قال: سمعت سعد بن عبيدة يحدث عن المُسْتَوْرِد، عن صِلَةَ بن زُفَر، عن حذيفة، أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان يقول في ركوعه: «سبحان ربي العظيم وفي سجوده سبحان ربي الأعلى، وما أتى على آية رحمة إلا وقف وسأل، وما أتى على آية عذاب إلا وقف وتعوذ».
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا محمد بن فضيل، أخبرنا عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم».
أخبرنا أبو نصر محمد بن الحسن الجُلْفري حدثني أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الرازي بدمشق، حدثنا علي بن الحسين البزاز وأحمد بن سليمان بن حَذلَم وابن راشد قالوا: أخبرنا بكار بن قتيبة، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا حجاج الصواف عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. «من قال سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلة في الجنة».
أخبرنا عبد الواحد المليحي قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان، حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني حدثنا حميد بن زنجويه، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني السري بن يحيى أن شجاعًا حدثه عن أبي طيبة عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدًا» وكان أبو طيبة لا يدعها أبدا.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6